"العلائق الخفية بين الأبواب النحوية وتأثيرها في التقعيد الإفهامي عند سيبويه

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحث بکلية الآداب-قسم اللغة العربية- جامعة حلوان

المستخلص

القارئ المتأمل في کتاب سيبويه يلحظ أن صاحبه کان يحاول أن يربط ربطا دقيقا بين موضوعاته التي اتفقت في وجه أو أکثر، ولما کانت موضوعات النحو تتضام تحت عنوانات کثيرة فقد حاول سيبويه الاعتماد على أوجه الاتفاق لوضع قاعدة عامة ينضوي تحتها أکثر من باب من أبواب النحو المتعددة.
فسيبويه کان حريصا على الوصو لإلى تلک الخيوط العالمة التي تربط أکثر من بابا من أبواب النحو المختلفة، وهذا واضح جدا في بابا المنصوبات (التمييز والحال) وکذلک في باب ما يمن من الصرف. وبالجملة فقل أن تجد موضوعا في کتاب سيبويه إلا وقد ألحقه سيبويه بغيره لجامع بينهما. وهنا تتبدى لنا الروابط الخفية التي عول عليها سيبويه في إيضاح المادة النحوية المنثورة في کتابه.
هدف سيبويه أن يأتي الدرس النحوي مفهوما واضحا، فقد عمد إلى عنصر الاستطراد، ومناقشة أکثر من باب في آن واحد، لجامع بينهما، فتراه يخلط خلطا واضحا بين کثير من الأبواب النحوية التي عَرفت تحديدا مغايرا عند أکثر النحاة التالين لسيبويه، فتراه يخلط الحال بالتمييز بالصفة، ويجمع بين الاسم العامل عمل الفعل وبين التوابع.
ذلک أن التدرج في عرض الأبواب النحوية سيما تلک التي تتسم بقدر من الطول وکثرة التفصيلات له عظيمُ الأثر في تسهيل وتقريب الباب النحوي، فتراه يذکر الباب في کثير من المواضع تارة مختصرا مقتضبا، ثم تراه يعرضه بعد ذلک عرضا مستفيضا، فکأنما يُوطئ للباب ويمهد له بذکر لمحةٍ مختصرة عنه، حتى إذا ما تنبه القارئ إلى ذلک، وأنه سيقع عليه مفصلا مشروحا واضحا، أحدث ذلک تشوفا ورغبة في الإلمام بالباب.

الموضوعات الرئيسية